السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لم أرد في بداية الامر ان اكتب هذي العبارات ولم يخطر في بالي يوما أنني ساصل الى ما انا عليه لقد كنت شابا حافظا للقران الكريم طالبا للعلم في مجالس العلم والشيوخ
كنت اصلي بالناس وادعوهم لله وانصحهم بما يخص دينهم بل ان البعض كانوا يسألوني لاجيبهم في بعض امور الدين كان مطلبي الوحيد في هذه الدنيا أن أصبح شيخا يجيب الناس عن امور دينه.
أن اصبح داعيا لله كما انتم عليه الان تفيدون الناس ادامكم الله لنا وجعلكم ذخرا...
لقد كنت 15 من عمري ان ذاك والان أتممت 18 واذا بي حياتي قد انقلبت ماكنت يوما اتصور ان اصبح على ما انا عليه حتى انني احترت في كتابة هذي العبرات ولم اجد أي من الكلمات لتساعدني في شرح احاسيسي , فأني الان قد اصبحت أحد الفنانين في الغناء
وقد احترفت الالات الموسيقيه...وارتكبت المعاصي والاثام وانحرفت انحراف كلي عن الدين لا تجيبوني باي من العبارات التالية الصحبة الفاسده،المخدرات الخ فما كنت يوما تبعا لها.
بل انني ياعبادالله كنت اخطب بالناس ليلا نهارا تحذيرا من الصحبه والاصحاب
كنت ألقي الندوات الدينية القصيره تحذيرا للناس ورأفه بهم لكي لا يقعوا فيما انا عليه هذي نبذه بسيطه عن حياتي الدنيئه
أماعن مشاكلي النفسيه فأنا لا أخلو من المشاكل النفسية لم اذهب يوما لاي طبيب نفسي ولكن من مابنفسي علمت ان المشاكل النفسيه متواجده اولا هناك عيوب في جسمي مما سببت لي الانطوائيه التامه وطبعا هذا الكلام ليس ردعا او اعتراضا لحكم الله والقدر
أما بالنسبة لي فأنا مقتنع تماما بينفسي ولكن كلام الناس ارهقني كما ان حالتي الاسريه متعقده والدتي منفصلة عن ابي من ذو كنت في رحمها. التواصل مع الوالد منفصل تماما والله اعلم اين هو الان ولربما في احد الدول الاجنبيه
كما اني لا أسكن مع والدتي فقد تزوجت وانا بسن 10 العاشره من عمري وانا الان اعيش مع جدي الحاله النفسيه جدا سيئة لدرحة التفكير بالانتحار...
الحاله الدارسية:
كرهت المدرسة كره شديد لدرجه الاختناق اذا ذهبت الى المدرسة والان انا عاطل عن الدراسة. جدي وجدتي كبيران في السن واظن انهم يواجهون الكثير من المشاكل النفسيه فاني قد تعذبت كثيرا معهم يوم ان كنت ملتزما....
حتى انهم كانوا يمنعوني من الذهاب للتحفيظ والمحاضرات خوفا علي فكانوا يظنون انهم ارهابيون او شي من هذا القبيل هذا شي بسيط عنهم
لقد ذهبت للشيوخ للرقيه لم اتجاوب مع القراءه ولم اتضايق من القرايه ولم يخبروني بشي لا اريد جوابا بل اريد نصيحه لعل الله يكتب لي الهداية على ايديكم
كما ان هناك شي عجيب في بعض الفترات يكون هناك صراعا مني لتلبية نداءات الصلاه وكل مااعزم التوبة الصادقه الا ان ياتي شي يغير مسارات توبتي لم استطع مقاومته حتى انني لم استطع التفكير به او ماهو هذا الشي
(اكون ذاهبا للصلاة مثلا اجد نفسي نائم او اجد نفسي لا أستطيع التفكير بشي حتى تنتهي الصلاه شعور لا يوصف ولكنه جدا عظيم فهو سبب كتابتي لكم..
كما أعاني من الوساوس القهرية فأطلب من ساداتكم تشخيص حالتي التي عجزت عن فهمها
الأخ أحمد: حياك الله.. ونقدر الظروف التي مررت بها.. وإن شاء الله استشارتك هي أول الطريق نحو النجاح تلو النجاح كما يريد الله ورسوله..
فجدد حياتك بهمة عالية كأنك مولود من جديد: صفحة بيضاء ناصعة مع خالقك.. أهلك وأسرتك.. الأصدقاء.. بأمور كثيرة أهمها:
1- الحياة رحلة وأجمل ما فيها أن يعرف الإنسان ذاته.. وكيف يعرف ذاته إذا لم يعرف خالقه ويتقيه في كل وقت وفي كل حين.... وللسيئات آثارها..و للحسنات آثارها..
و- كما تعلم- أنه يلزم التوبة الصادقة: الابتعاد النهائي عن كل ما يؤدي إلى المعصية وعدم اتباع خطوات الشيطان... فلنجدد إيماننا ساعة بعد ساعة...
2- الماضي انتهى.. فتتجاوزه بنظرة تفاؤلية إلى المستقبل.. والله يجيب المضطر إذا دعاه.. فالجأ إليه وتذكر بأنه (لا منجى ولا ملجأ من الله إلا إليه)..
فابتعد عن الأفكار السلبية نهائيا واستبدلها بالعبارات الإيجابية وردد: الله معي.. سيعينني على التوبة والتغيير للأفضل.. لأكون ناجحا في حياتي... واثقا بالله ثم بنفسي وما منحني الله من نعم لا تعد ولا تحصى..
3- فلا تلتفت إلى كلام الناس..و تذكر أن الدنيا دار ابتلاء.. وسيعوض الله الصابرين في الدنيا والآخرة.. ثم تعرف على ما منحك الله من قدرات ومواهب ونعم الله كثيرة..
واكتب نقاط القوة لديك.. ونقاط الضعف، ستجد أن لديك كما هائلا من نقاط القوة ستغلب نقاط الضعف بإذن الله..
4- ابتعد عن الفراغ والوحدة التي تجلب الكآبة والهم والحزن والوساوس..وأشغل فكرك بمزيد من الثقافة واكتساب المهارات مثل مهارات التواصل مع الناس وإدارة الأزمات وصناعة النجاح وشارك الناس أفراحهم وقف معهم في أتراحهم..
وأشغل وقتك بعمل نافع والأنشطة الثقافية والعلمية والرياضية والهوايات المفيدة المختلفة بشكل جماعي مع أصدقاء ثقات لتعزيز نقاط القوة والتغلب على الصعاب التي تواجهك..
ولا تيئس استمر لا تتوقف عن تطوير نفسك.. ستنجح بإذن الله...
5- ابدأ بـ (إعادة برمجة) أفكارك وحدد أهدافك بوضوح من الحياة.. واكتبها..فالعيش بلا هدف مضيعة للوقت..
ثم ضع لنفسك بمشاركة زوجتك برنامجا زمنيا جادا لتحقيق الأهداف وتجديد حياتكم كلها إلى الأفضل.. فيتغير الروتين المعتاد.. وتصبح الحياة أجمل.. وتزداد أواصر الانتماء والمحبة إلى الأسرة والإحساس بالمسؤولية.. ولا تنسى صلة الوالدين والأقارب.. ونقول عن الماضي قدر الله وما شاء فعل..
6- قم كل يوم ثم كل أسبوع.. بتقييم ما تحقق من تقدم وإنجاز في جميع المجالات ثم حاول أن تتدارك ما لم تحققه لأن الوقت يمر بسرعة:
علاقتك بخالقك وما أعددت للدنيا والآخرة... التي ينعكس أثرها بشكل إيجابي على الطمأنينة والثقة والراحة النفسية.. ثم على دراستك وطلبك للعلم المعتدل والصحيح النافع... ثم تطبيق ما تعلمته في حياتك.. بإذن الله.
7- فكر دائما في ما أعد الله للمتقين.. ثم إبدأ بتذكر سيرة الرسول (صلى الله عليه وسلم) وسيرة الصحابة الكرام ومن سار على نهجهم وهديهم في الماضي والحاضر إلى يوم الدين..
استفد من تجاربهم وخبراتهم في الحياة.. وكيف كانوا من الفائزين، ستكون أنت كذلك في الدنيا والآخرة بإذن الله.
8- الوسواس يمكن مقاومته بألا تستمع إلا صوته ولا تستجيب له مهما زاد القلق عندك فإنه سيتلاشى تدريجيا وستنتصر في النهاية لأن الله معك.. والله لا يكلف نفسا إلا وسعها.
9- بالإضافة إلى ما ذكرت لك من أمور مهمة: الآن الطب النفسي أصبح كغيره من التخصصات المتقدمة..
فيمكنك زيارة طبيب نفسي في بلدك..أو مراسلة طبيب نفسي في الموقع لاستشارته فقد يصف دواء مساعد أو يحدد جلسات إرشادية للتخلص نهائيا من أي كآبة أو وسواس قهري..
لكي تعود الحياة إلى طبيعتها وتصبح أفضل بإذن الله..
ولكن لتكن همتك وثقتك عالية.. ستنجح كما نجح الكثيرون ويكن لك بصمة مضيئة ومكانة عالية في أمتك.. والقصد القصد تبلغوا.. بإذن الله.
الكاتب: أ. أنس أحمد المهواتي
المصدر: موقع المستشار